تفاسير سور من القرآن
تفسير قوله: وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ
...............................................................................
وقوله: رسم> وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> الذكرى هنا مصدر مؤنث تأنيثا لفظيا بألف التأنيث المقصورة.
وأصله بمعنى التذكير؛ أي لأجل الإنذار لكل من عصى وتمرد وللتذكير للمؤمنين العاملين به. والذكرى هي الاتعاظ؛ لأن المؤمنين يذكرهم فتنفعهم الذكرى رسم> وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> .
وقوله: رسم> وَذِكْرَى قرآن> رسم> في محل إعرابه ثلاثة أوجه معروفة: أظهرها: أنه في محل خفض معطوف على رسم> لِتُنْذِرَ بِهِ قرآن> رسم> ؛ أي: للإنذار وللتذكير، ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على محل رسم> لِتُنْذِرَ بِهِ قرآن> رسم> ؛ لأنه هو ينذر وهو في معنى مفعول لأجله. ويجوز أن يكون مبتدأ، ويجوز أن يكون معطوفا على قوله: رسم> كِتَابٌ أُنْزِلَ إِلَيْكَ قرآن> رسم> رسم> وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> أنزلناها إليك. والأول هو الأظهر.
والمؤمنون عباد الله المصدقون بقلوبهم تصديقا تساعده جوارحهم؛ فيكون القلب مصدقا، وتظهر آثار ذلك التصديق على الجوارح بأن تطيع الله وتمتثل أمره وتجتنب نهيه.
فالإيمان في لغة العرب يطلق على التصديق، ومنه رسم> وَمَا أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنَا قرآن> رسم> ؛ أي بمصدقنا في أن يوسف اسم> أكله الذئب ، رسم> وَلَوْ كُنَّا صَادِقِينَ قرآن> رسم> وهو في اصطلاح الشرع التصديق من جهاته الثلاث: هو تصديق القلب بالاعتقاد، وتصديق اللسان بالإقرار، وتصديق الجوارح بالعمل.
فالإيمان قول وعمل ينقص ويزيد بحسب الأعمال الصالحة وعدمها، على مذهب أهل السنة والجماعة الذي دلت عليه نصوص الوحي في القرآن والأحاديث الصحيحة بكثرة. قوله: رسم> لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ قرآن> رسم> رسم> فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا قرآن> رسم> وما جرى مجرى ذلك من النصوص.
في الحديث الصحيح: رسم> إن الإيمان بضع وسبعون -وفي بعضها وستون- شعبة أعلاها شهادة ألا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق متن_ح> رسم> وقد سمى النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح إماطة الأذى عن الطريق إيمانا.
وقد سمى الصلاة إيمانا في قوله: رسم> وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ قرآن> رسم> ؛ أي صلاتكم إلى بيت المقدس اسم> قبل نسخ القبلة إليه. وهذا معنى قوله: رسم> وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ قرآن> رسم> .
مسألة>